من أعماق الغربة يرتقب رذاذ المطر
إطلالة من تحت صولة القمر
الكل .. هاجر ... الكل هرب ... الكل ارتحل
من بين الزخات . لاح شراع المطر
على شاطئ الورقة يقف الشاعر
يراقب الغيوم ... وهي تمخربعيدا ...
يرفع رأسه.. على أنغام الهتافات
يهتز يمينا ...ويشير شمالا ....
الشاعر هنا .. . يملك قصيدة ...
هنا .. يلوح للخنشليين بيديه ...
كأن بين يديه ... شيء ...
يخشى أن يصيبه البلل
على الشاطئ نظر الى مسقط رأسه
رأى طفولته ، احلامه المستشرفة
على وجهه .الأصيل سمات الخجل
تلتف حوله قطرات من الغنج
المهاجر هناك ... يترقب
الوصال خلف نوافذ الغربة
البعد عن القرية في بيروت رهيب
ووقع خطوات القلب تزداد شوقا
من هذا الذي يعشق الكلمة
في وقت البلل ترتبك الحروف
وتستعد الافكار للهطول
يسبقها الصمت ..الحذر .. الخجل
البلل يصنع موسم زخات المطر ...
هناك شاعر ... وموسيقى ... وقصيدة
ما أعذبها ... من نغمات ... أسمعها جيدا
اتحسسهامن بين ارتطامات... المطر ...
اسمع صوتا يلتهب .. من القافيةيقترب ...
يهادن المعجب …. من هذا اللهب
بقيت عند اخرحرف كتبه …
أشاهد حنان قلبه
… وطيبته …
هناك ابتسامات
تحت .. زخات المطر
بقيت مشدوها هناك ..
احاذرالرحيل ...
أتجنب الهروب ...
أتفيأ صوت الشجن...
أخاف صوت الزئير
انه صمت يملأ المكان
يعصف بالشعر ليحتضن القصيدة ...
يحيل الشعور بعيدا
يقوض أسباب الألم..
عبر زخات المطر ....
كانت القوافي تحضنه بحذر
تخشى عليه البلل
كأن قلبه معها ...
سافر بعيدا
وبقيت هنا ... على نفس الشاطئ
أتأمل الشاطئ الآخر ....
تشكل القصيدة عنده هكذا …
شتان ما بين أول وهلة رأيته …
وشتان ما بين الأمس واليوم
الآن هاهو يجلس …
يمد الامسية بالنور ...
يدفئها .. بنفس النور
ويبقى صامدا على تخوم الحرف
يرابض على مشارف القصيدة
ينتظر قراءة أخبار الطقس
رذاذ المطر لن ينزل بعد أسبوع...
شمشار رمضان الجزائر ، إلى الشاعر عزا لدين جوهري
تحياتي
NOJOM